الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخطبة شرط في صحة الجمعة في قول عامة أهل العلم، والقول المنسوب إلى الحسن البصري رحمه الله يكاد يكون شاذا، وهو خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة صحابته، وما سارت عليه الأمة من تقدم خطبتين قبل الجمعة.
قال ابن قدامة في المغني : الْخُطْبَةَ شَرْطٌ فِي الْجُمُعَةِ ، لَا تَصِحُّ بِدُونِهَا كَذَلِكَ قَالَ عَطَاءٌ ، وَالنَّخَعِيُّ ، وَقَتَادَةُ ، وَالثَّوْرِيُّ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَبُو ثَوْرٍ ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ وَلَا نَعْلَمُ فِيهِ مُخَالِفًا ، إلَّا الْحَسَنَ ، قَالَ : تُجْزِئُهُمْ جَمِيعَهُمْ ، خَطَبَ الْإِمَامُ أَوْ لَمْ يَخْطُبْ ؛ لِأَنَّهَا صَلَاةُ عِيدٍ ، فَلَمْ تُشْتَرَطْ لَهَا الْخُطْبَةُ ، كَصَلَاةِ الْأَضْحَى. وَلَنَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : { فَاسْعَوْا إلَى ذِكْرِ اللَّهِ } وَالذِّكْرُ هُوَ الْخُطْبَةُ ، وَلِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَرَكَ الْخُطْبَةَ لِلْجُمُعَةِ فِي حَالٍ ؛ وَقَدْ قَالَ : { صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي } وَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : قَصُرَتْ الصَّلَاةُ لِأَجْلِ الْخُطْبَةِ وَقَوْلُ عَائِشَةَ نَحْوٌ مِنْ هَذَا وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : كَانَتْ الْجُمُعَةُ أَرْبَعًا فَجُعِلَتْ الْخُطْبَةُ مَكَانَ الرَّكْعَتَيْنِ . اهـ .
هذا فيما يتعلق بالخطبة، وقد ذكرنا في جواب سؤالك السابق أن من شروط وجوب الجمعة وصحتها وجود عدد من المستوطنين، وطالما أن هذا الشرط مفقود عندكم فعليكم أن تصلوا الظهر أربع ركعات، وعليكم أن تقضوا الظهر التي صليتموها على أنها جمعة من غير خطبة.
وننصحك بالاجتهاد في دعوة من معك من المسلمين إلى المحافظة على الصلوات، وتذكيرهم بالله، ولك الأجر في ذلك إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.