الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ{المؤمنون: 96}.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وسبق بيان الآثار الطيبة لحسن الخلق في الفتوى رقم: 42432.
وحسن الخلق كغيره من الأعمال الصالحة التي تحبطها الردة ـ والعياذ بالله ـ إذا مات عليها صاحبها، كما قال تعالى: وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:217}.
وقال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {المائدة: 5}.
ومن المعاصي التي تحبط العمل الرياء وتظاهر العبد بالصلاح في أعين الناس وانتهاكه حرمات الله إذا خلا، فقد أخرج ابن ماجه في سننه عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. صححه الألباني.
ومنها: ترك صلاة العصر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. متفق عليه.
والله أعلم.