الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به أن تعاشر زوجتك بالمعروف، وتبين لها أن مجرد زواج الرجل على امرأته ليس ظلماً لها يسوغ طلب الطلاق.
واعلم أنه لا يلزمك أن تخبر زوجتك بزواجك من أخرى، ولكن يلزمك العدل بينهما، كما ننبهك إلى أن وجود المودة والألفة بين الزوجين يحتاج أحياناً إلى الصبر، وإلى التغافل عن بعض الأمور، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، كما أنه ينبغي للزوجين أن يحرصا على المبادرة بالكلام الطيب والعبارات التي تجلب المودة بينهما، ولو تكلفا، بل يجوز الكذب في مثل ذلك، فعن أم كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا أعده كاذباً الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها. رواه أبو داود. قال النووي: وأما كذبه لزوجته وكذبها له فالمراد به هو إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك... شرح النووي على مسلم.
كما ننبه إلى أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم.. أورده في كنز العمال..
والخلاصة أنك إذا فضلت البقاء مع زوجتك، وهذا ما ننصحك به، سواء تزوجت عليها أم لا، فعاشرها بالمعروف، ولا تسئ إليها، ولا تؤذها، وأد إليها حقوقها كاملة، وإذا أردت أن تطلقها فلا تأثم بذلك، ولكن سرحها بإحسان.
والله أعلم.