الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد فسر أهل العلم قول الله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا {الجن:26، 27}
بأن الرصد أن يرسل من أمام جبريل ومن خلفه حرساً وحفظة يحفظونه. فقد روى الطبري عن ابن عباس قال: وما نزل جبريل عليه السلام بشيء من الوحي إلا ومعه أربعة حفظة، وقال الضحاك : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بالوحي بعث معه ملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه ، أن يتشبه الشيطان على صورة الملك.
وقال القرطبي: فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا يعني ملائكة يحفظونه عن أن يقرب منه شيطان ، فيحفظ الوحي من استراق الشياطين والإلقاء إلى الكهنة. وقيل إن الضميرين في"من بين يديه ومن خلفه" عائدان إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أي أن الله يرسل له رصَداً من بين يديه- صلى الله عليه وسلم- ومن خلفه ملائكة يحفظونه من إلقاء الشياطين إليه أو خلط ما نزل عليه من الوحي وما أطلعه الله عليه من الغيب، فيلقوه إلى كهنتهم. انظر تفسير القرطبي.
والله أعلم.