الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العبارات المذكورة في السؤال الأول تعني نفس الشيء، فتعتبر كلها دالة على معنى واحد، وأما الرؤيا الصادقة فلا يلزم منها عدم رؤية ما تحدث به نفسه في اليقظة، بل قد يراه أحيانًا ويكون في ذلك بشرى له، وهذا هو حال أغلب رؤيا أهل الاستقامة، وقد يرى بعضهم أضغاث الأحلام، وفي صحيح مسلم: الرؤيا الصالحة بشرى من الله.
وقال المناوي في فيض القدير: الرؤيا الصالحة الحسنة، أو الصحيحة المطابقة للواقع. اهـ.
وقال ابن حجر في تفسير حديث البخاري: الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ـ قال رحمه الله: قال المهلب: المراد غالب رؤيا الصالحين؛ وإلا فالصالح قد يرى الأضغاث، ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منهم بخلاف عكسهم، فإن الصدق فيها نادر لغلبة تسلط الشيطان عليهم. اهـ.
ثم إنه لا يوجد تحديد زمني لفترة ما بين حديث النفس والرؤيا، فقد يرى الرؤيا في نفس اليوم وقد يراها بعد ذلك وقد يرى الرائي حديث النفس كما تخيله، وقد يراه بشكل جزئي، والرؤيا على كل لا يترتب عليها شيء ولا يلزم منها شيء، فأحلام اليقظة وأحلام المنام لا يعتمد عليها، بل ينبغي للمسلم أن يعمل عملًا مثمرًا يستفيد منه في دنياه وأخراه، وأن يتوكل على الله تعالى، ويستعين به في تحقيق طموحاته الدنيوية والأخروية.
والله أعلم.