الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت أولا في حرصك على الدعوة إلى الله تعالى، وتسببك في إسلام هذه المرأة وزواجك منها صيانة لعرضها وحفظا لدينها، وأحسنت أيضا بدعوتك أهلها إلى الإسلام. ونسأل الله تعالى أن يحقق ذلك على يديك.
وقد أصبت في حرصك على البر بوالديك وصلة أرحامك، فجزاك الله خيرا. ولا يعد تزويجك من المرأة المذكورة أو دعوتك أهلها أو مدينتها بدون علم والديك مخالفة شرعية أو عقوقا، إذ لا يشترط علمهما أو استشارتهما في ذلك، مع أن استشارتهما في أمر الزواج خاصة أفضل لما فيه من البر وتطييب الخواطر.
وعلى كل فإننا نوصيك بصلة أهلك وإن قطعوك، وببرهم وإن جفوك، وخاصة الوالدين، فاجتهد في سبيل إرضائهما. فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
والله أعلم.