الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنجمل الجواب عن سؤالك في نقاط ثلاث:
الأولى: ما كنت أقدمت عليه من القروض الربوية السابقة حسبك أن تتوب إلى الله تعالى منه توبة نصوحا بالندم عليه والاستغفار منه والعزيمة ألا تعود إليه. ولا يلزمك المبادرة إلى سداد تلك القروض قبل استحقاقها إلا إذا كان ذلك سيسقط عنك الفوائد الربوية، وكنت تستطيعه ولا يشق عليك.
الثانية: لو وجدت بنكا إسلاميا وقبل أن يجري معك معاملة تورق بمبلغ أكثر من ديونك بحيث تسددها منه ويبقى عندك ما تنتفع به فلا حرج عليك في ذلك، ولو طلب رهنا استيثاقا فلا يؤثر ذلك في المعاملة، ولك دفع الرهن إليه .
الثالثة: معارض السيارات إذا كانت ستبيعك سيارة من سياراتها ولو بأكثر من ثمنها، فتتملك السيارة وتبيعها لمن شئت كيف شئت ولو بأقل من ثمنها فلا حرج في ذلك، ولا يؤثر كون المعرض أو البنك سيبيعك السيارة أو السلعة بأكثر من قيمتها في السوق؛ لأن الأجل له حصة من الثمن، ولا يستوي البيع بثمن حال والبيع بثمن مؤجل .
لكن لا يجوز لك أن تبيع السيارة إلى المعرض نفسه الذي اشتريتها منه بالاتفاق المسبق أو التواطؤ على ذلك؛ لأن ذلك من العينة المحرم؛ لما ثبت عند أبي داود وأحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه شيء حتى ترجعوا إلى دينكم.
وحقيقة بيع العينة هي: أن يبيع سلعة بثمن معلوم إلى أجل، ثم يشتريها من المشتري بأقل ليبقى الكثير في ذمته، وسميت عينة لحصول العين أي النقد فيها؛ ولأنه يعود إلى البائع عين ماله. انتهى من سبل السلام. وللمزيد انظر الفتوى رقم : 67071.
والله أعلم.