الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولاً أن الحب قبل الزواج في حكمه تفصيل سبق بيانه في الفتوى رقم: 4220 فراجعها للأهمية، وما دامت هذه المرأة أجنبية عليك فلا يجوز لك الحديث معها بأي شيء من عبارات الحب ونحو ذلك، فإن هذا باب إلى الفساد ومدخل للشيطان، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ.. {النور:21}، وثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وإن كنت قادراً على الزواج فتقدم لأهلها لخطبتها، فالزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان كما ثبت بذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن تيسر لك ذلك فالحمد لله، وإن لم يتيسر لك فاصرف قلبك عنها، واصدق العزم مع الله يشف قلبك من حبها. ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج العشق راجع الفتوى رقم: 9360.
ولا بأس بأن تدعو بما ورد في السنة: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة قومي فتوفني غير مفتون، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك. رواه الترمذي. وبما ورد في صحيح مسلم: اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 116106 وهي تتعلق بأمر حب الوطن.
والله أعلم.