الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاسترقاء عند أهل الكتاب من قسس، ورهبان، وغيرهم، قد اختلف العلماء في حكمه: فمنهم من منعه، ومنهم من أجازه، ولكل منهما دليله وحجته.
وممن أفتى بجوازه من العلماء المعاصرين: الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه-، فقد سئل: هل تجوز رقية النصراني واليهودي للمسلم؟
فأجاب: إذا لم يكن من أهل الحرابة، وكانت من الرقية الشرعية، فلا بأس بذلك.
ثم سئل: هل تجوز رقية أهل الكتاب للمسلم إذا كان - يعني الراقي - يقرأ من التوراة والإنجيل المحرف؟
فأجاب: لا يجوز ذلك، أما إن كان بالدعاء والقرآن، فلا بأس بذلك.
وبالرجوع إلى كلام العلماء في هذا الموضوع، يتبين أن الأصل في الرقية من الكتابي الجواز، ولكن لا بدّ أن تكون من الرقية الشرعية - أي بالقرآن، أو السنة، وأسماء الله تعالى وصفاته، أو الكلام العربي المفهوم الذي لا غموض فيه، ولا خفاء-.
ومع هذا؛ فإنا ننصح بالابتعاد عن هؤلاء الكفرة، وعدم الذهاب إليهم، لأن عندنا من الرقية الشرعية، والعلاج بجميع أنواعه، ما يغنينا عنهم.
والله تعالى أعلم.