الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالشارع قد اعتبر حقوق الناس قليلها وكثيرها، وجعل لها حرمة واعتبارا، والفروق البسيطة في المحاسبة قد يجتمع منها مال كثير، وبالتالي فلا بد من الدقة ما أمكن في ذلك، وعند تبين الخطأ فيجب البحث عن سببه إن كان ذلك في الإمكان؛ لئلا يكون التغاضي عنه وتركه سببا في ظلم شخص وأكل حقه بالباطل. دون طيب نفس منه .
لكن قد يتم تجاوز بعض الفروق اليسرة جدا إذا تعذر تتبع سببها ولم يمكن حسابها، وعلى المحاسب أن يتقي الله تعالى في الأمانة الموكلة إليه كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ (58) {النساء}. وقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) {الأنفال}.
وبالتالي فالاحتياط والاستقصاء في حقوق العباد مأمور به شرعا بحسب المستطاع، وقد قال تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) {التغابن}.
فليقارب وليسدد، ولا يخن أمانته، وليتق الله ما استطاع. وللفائدة انظر الفتويين رقم : 124621,50322.
والله أعلم.