الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى فرض أنك مصابة بسلس البول والريح وأن هذا ليس مجرد وسوسة فالواجب عليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها ثم تصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت, فإن كنت تجدين في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة فانتظري حتى يأتي ذلك الوقت فتتوضئي وتصلي فيه، وانظري الفتوى رقم: 119395
والذي ننصحك به هو أنك إذا دخلت الخلاء فتحفظي بوضع قطنة، أو نحوها تمنع انتشار البول في الثياب, ثم توضئي بصورة عادية دون تكلف، أو مبالغة ثم صلي بوضوئك هذا الفرض وما شئت من النوافل كما قدمنا، وإن كان حدثك ينقطع في أثناء وقت الصلاة بحيث تجدين وقتا كافيا لأن تتوضئي وتصلي دون أن يخرج منك شيء فتحفظي بعد قضاء حاجتك بالكيفية المذكورة ثم انتظري حتى يأتي الوقت الذي ينقطع فيه خروج الخارج ثم أزيلي ما تحفظت به واستنجي وتوضئي وصلي, ومن العلماء من يرى أن من يلازمه الحدث أي يخرج بغير اختياره ولو مرة في اليوم فإنه يعفى له عن النجاسة الناشئة عنه ولا يجب عليه التحفظ، وهذا قول المالكية. وهذا كله على تقدير أن ما تذكرينه من إصابتك بسلس البول والريح أمر حقيقي, وأما إن كان ذلك مجرد وسوسة فأعرضي عنها ولا تلتفتي إليها ولا يحكم بانتقاض وضوئك إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه بأنه قد خرج منك ما ينقض الوضوء.
واعلمي أن خروج الريح ناقض للوضوء سواء صحب خروجها صوت أو ريح، أو لا إذا تيقن المسلم أنه قد خرج منه الريح, وأما الماء الذي تستنجين به إذا أصاب بدنك، أو ثوبك فإن كان منفصلا عن النجاسة بعد تطهيرها فإنه طاهر لا يضرك إصابته لبدنك، أو ثوبك.
وأما ثقل القرآن على لسانك فمنشؤه الوسوسة, فجاهدي نفسك للتخلص منها واقرئي بصورة عادية دون اكتراث بالوسوسة فجاهدي نفسك للتخلص منها واقرئي بصورة عادية دون اكثراث بالوسوسة مع الاستعانة بالله تعالى والاجتهاد في دعائه أن يصرف عنك ما تجدين.
وأما ما يعرض لك من الوساوس في العقيدة فعليك أن تجاهدي نفسك في مدافعتها والإعراض عنها بأن لا تسترسلي معها, واعلمي أن هذه الوساس لا تضرك شيئا ـ إن شاء الله ـ ما دمت كارهة لها نافرة منها وأنت مأجورة على مجاهدتك لها ـ إن شاء الله ـ وانظري الفتوى رقم 147101وما أحيل عليه فيها.
وليس صحيحا ما ظننته من أن إصابة الإنسان بمرض كسلس البول، أو غيره دليل على غضب الله تعالى، بل العكس هو الصواب، فإن الابتلاء إذا قابله صاحبه بالصبر فذاك من علامات إرادة الله تعالى به الخير، كما ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا لمزيد الفائدة.
والله أعلم.