المهاجرون لم يشرع لهم التوطن بمكة بعد الهجرة

5-4-2011 | إسلام ويب

السؤال:
لماذا الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا عند دخول مكة أكثر من مائة ألف، وعند وفاتهم لم يدفن منهم إلا القليل في مكة المكرمة؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصحابة دفن كثير منهم في مكة، ودفن كثير منهم خارجها، ومن أسباب كون بعضهم دفن خارجها أن المهاجرين -رضوان الله عليهم- لم يشرع لهم التوطن في مكة بعد أن هاجروا منها حتى بعد فتحها، وإنما كانوا يأتونها أحياناً للحج، أو العمرة، وكانوا يتمنون الموت بالمدينة، كما في دعاء عمر -رضي الله عنه- وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرغب في ذلك، كما في الحديث: من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشهد لمن مات بها. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

وقد ذكر الغزالي في الإحياء أن كثيراً من السلف كانوا يكرهون المقام بمكة خوفاً من التبرم والأنس بالبيت ووقوع المعاصي بمكة، وذكر أن عمر -رضي الله عنه- كان يأمر الحجاج بالرجوع لأوطانهم فيقول: يا أهل اليمن يمنكم، ويا أهل الشام شامكم، ويا أهل العراق عراقكم، ويضاف لهذا ما ثبت عن كثير من الصحابة أنهم تفرقوا في البلاد غزاة فاتحين، وقد استشهد كثير منهم في الفتوحات، وأقام بعضهم في تلك المناطق التي فتحت معلماً للناس، ومقيماً لشرع الله فيهم.

هذا وننبه إلى أن أكثر كم من الصحابة أتوا مكة كان في حجة الوداع، واختلف في عدد من حضرها، وقد رجح الدكتور أكرم ضياء العمري في السيرة النبوية الصحيحة أنهم كانوا حوالي أربعين ألفًا.

والله أعلم.

www.islamweb.net