الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على صبرك على والدك وحرصك على بره, ونسأله سبحانه أن يصلح شأنكم. وينبغي للوالد أن يحرص على التسوية بين أولاده حتى في المعاملة كما يحب أن يكونوا له في البر سواء، والتفرقة بينهم في هذه المعاملة أمر سيء وقد يكون سببا في حمل بعضهم على العقوق، وعلى كل حال، فإننا نوصيك بالمزيد من الصبر على والدك, خاصة وأنه مريض بمرض القلب ـ كما ذكرت ـ وعليك بأن تكثري من الدعاء له بالعافية في دينه ودنياه، وتسلي بهذه النصوص المذكورة بالفتوى رقم: 18103وهي عن فضل الصبر.
وينبغي لإخوتك خاصة الاجتهاد في إصلاح الحال بينك وبينه, وإبعاد ما يمكن أن يكون قد حصل عنده من سوء فهم ونحو ذلك من أسباب هذا الجفاء، ونرجو أن لا يكون دعاؤه عليك مستجابا، فإنه دعاء بإثم، وانظري الفتويين رقم: 44804, ورقم: 118261.
وإذا كانت زيارتك له قد يترتب عليها ضرر عليك، أو عليه بالغضب والسب والشتم فلا حرج عليك في ترك زيارته, بل قد يكون ذلك هو الأولى, وعليك العمل على صلته بأي أسلوب آخر كالإهداء وتفقد الحال, فالصلة يرجع فيها إلى العرف، كما سبق أن بينا بالفتوى رقم: 7683
فإذا وصلته من أي سبيل آخر لم تكوني قاطعة للرحم, والله أرحم من أن يغضب على عبد في أمر لم يعصه فيه، ومنع والدك لإخوتك من تكليمك منكر وأمر بقطيعة الرحم فلا يجوز لهم طاعته في ذلك, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وراجعي الفتوى رقم: 116567.
والله أعلم.