الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث الشرع المسلمين على أن يكونوا على أحسن حال من الألفة والمودة، ويتأكد مثل هذا في حق ذوي الرحم التي تجب صلتها وتحرم قطيعتها. وراجع النصوص في ذلك بالفتوى رقم : 145359.
فالواجب عليكم صلة أرحامكم بما تستطيعون وإن قطعوكم. وتراجع الفتوى رقم : 47724.
فإذا قمتم بذلك من جهتكم لم تكونوا قاطعين للرحم، والإثم على من يرفض الصلة ويصر على القطيعة.
وأما الإصلاح فقد أحسن أبوكم بسعيه فيه، ولا ينبغي اليأس واعتبار ذلك مستحيلا، فالله على كل شيء قدير، وكل شيء على الله يسير. فاستعينوا بالله وتضرعوا إليه، ثم عليكم بالاستعانة ببعض الفضلاء والعقلاء من الناس الذين يرجى أن يكون لقولهم تأثير عليهم. وينبغي أن يذكروا بأن هذا خصام على دنيا فانية ومتاع، فكيف يرضى المسلم بخسارة دينه من أجل دنياه، بل قد يكون في ذلك خسارة الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين .
وأما بالنسبة لأمر هذا المنزل الذي بناه أبوكم إن كان النزاع فيه لا زال قائما، فينبغي الاجتهاد في الصلح بخصوصه، فإن تم فهو أولى وأفضل. وإن استمر النزاع فيه مع الورثة فالأولى أن تراجع المحكمة الشرعية فهي أولى بالنظر في مثل هذه القضايا، ولأن حكم القاضي ملزم لأطراف النزاع .
والله أعلم.