الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الكلام الذي ذكرته لم يتضمن سؤالاً، ولكننا نقول تعليقاً عليه إذا كانت أمك في حاجة إلى الخدمة، وأردت أن تبقي زوجتك معها لخدمتها فلا يلزمها ذلك شرعاً، ولو أنها فعلت كان ذلك أمراً حسناً تؤجر عليه، ومثل هذا الفعل مما تكسب به الزوجة مودة زوجها وحسن عشرته معها، وانظر الفتوى رقم: 116381.
فينبغي لزوجتك أن تحسن معاملة أمك وتكرمها، ففي إكرام الزوجة لأم زوجها إكرام لزوجها.
وأما تركك لوالدتك وسفرك إلى الخارج لأجل كسب لقمة العيش: فلا حرج فيه بشرط أن يكون السفر آمناً، وأن تترك أمك في مأمن من الضياع، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 142271.
وإذا كنت تريد من زوجتك أن تسكن مع أمك في مسكن واحد فلا يلزمها ذلك، لأن من حق الزوجة أن تكون في مسكن مستقل بمرافقه، وراجع الفتوى رقم: 66191.
وأما بالنسبة لما ذكرت عن زوجتك وأخواتها من أنهم يرفعون دعوى في المحكمة بسوء معاملتك لزوجتك لمجرد كونك تقوم بنصحها، فهذا مما لا يجوز، وينبغي أن يسود بين الزوجين التفاهم والحوار، وأن يحرصا على حل هذه المشاكل في إطارهما معا وعدم إدخال أطراف أخرى فيها قدر الإمكان.
والله أعلم.