الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصلاة هي عماد الدين والصلة بين العبد وربه وتركها منكر عظيم وإثم كبير حتى إن من أهل العلم من ذهب إلى أن من ترك الصلاة ولو كسلا وتهاونا خرج عن ملة الإسلام، والجمهور على خلاف ذلك والمقصود بيان خطورة الأمر، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 1145.
وأما تغطية الوجه فإنها واجبة على الراجح من أقوال الفقهاء، وراجعي أدلة الترجيح بالفتوى رقم: 5224.
وإذا كانت تغطية الوجه واجبة فلا تجوز لك طاعته إن منعك من ذلك، ففي الصحيحين عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما الطاعة في المعروف.
وفي مسند أحمد عن عمران بن حصين ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الله.
وعلى كل، فينبغي الاستمرار في نصح هذا الرجل وتذكيره بالله تعالى وخاصة فيما يتعلق بترك الصلاة فإن تاب إلى الله وأناب فالحمد لله، وإلا كان لك الحق في طلب الطلاق، لأن فسق الزوج من مسوغات طلب الطلاق في قول بعض أهل العلم، كما بينا بالفتوى رقم: 37112.
لكن لا ننصحك بالمسارعة إلى طلب الطلاق وعليك بالتريث والصبر، فإن عاقبته خير، وأما خاله والذي ذكرت أنه يقوم بالتحريض ضد المنتقبات فينبغي أيضا نصحه وتحذيره من مغبة مثل هذا الفعل في الدنيا والآخرة، وتستر أهل الإجرام بالنقاب أو غيره من الأمور الشرعية لأجل ارتكاب جريمتهم لا يسوغ أبدا شن الحرب على هذه الأحكام الشرعية، أو المطالبة بتركها وإلا لأدى ذلك إلى تعطيل كثير من الأحكام وهذا من الضلال المبين، وراجعي الفتوى رقم: 4484.
ونوصي الأخوات في هذا البلد بالصبر على الحجاب والنقاب وعدم مجاملة الخلق فيها وأن يبين أن هذا واجب شرعي أولا وحق شخصي ثانيا، وأن الثورة التي قامت في بلادهن نادت بالحرية والكرامة الإنسانية، فترك المسلمات وما يعتقدن من مقدمة هذه الحريات.
ونذكر هذا الزوج وأمثاله بما روى الترمذي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
والله أعلم.