الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن ييسر أمرك، ويهديك سواء السبيل، ثم اعلم أن ما أقدمت عليه من رفع صوتك على أبيك ومخاطبته بما لا يليق أمر لا يجوز شرعاً، ويجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى منه، وتندم على فعله، وتعزم على عدم العودة إليه مستقبلاً، وعليك أن ترضي والدك بما أمكن، وتبين له أنك إنما فعلت ما فعلت لفرط الغضب، وأنك نادم على ما بدر منك، ثم ناصحه بلين ورفق مبيناً له أن الإسراف والتوسع في أمور الدنيا أمر مذموم، وأن بحسب الإنسان أن يحصل مسكنا يليق بمثله، دون إضاعة للمال فيما لا حاجة إليه، ولا يجوز لوالدك أن يتصرف في مالك بما لا تريد، ولكن إن كان قد فعل ومضى في عمل ما أشرت إليه من هذه الكماليات، فننصحك بأن تغض الطرف عن هذا الأمر براً به، وحرصاً على عدم إغضابه، وإذا كانت هذه نيتك فالمرجو من الله تعالى أن يخلف عليك.
والله أعلم.