الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس عندنا ما يمكن الجزم به في تشخيص حالة السائل إلا أنا ننصحه بالحفاظ على الأعمال الصالحة وقراءة القرآن والتعوذات المأثورة عند النوم والمساء والصباح، كما ننبه إلى أن الأصل أن يبتعد الرجل عن الاسترسال في الكلام مع الأجنبيات لغير حاجة، لأنه ذريعة إلى الوقوع في الحرام ولا سيما بين الشباب، قال ابن حجر في فتح الباري معلقا على قول البخاري في صحيحه: باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال ـ والمراد بجوازه أن يكون عند أمن الفتنة.
وقال العلامة الخادمي ـ رحمه الله ـ في كتابه: بريقة محمودية ـ وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة، لأنه مظنة الفتنة.
واعلم أن الحياء خلق الإسلام, وقد قال صلى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان. رواه البخاري ومسلم.
وقال أيضا: الحياء خير كله. رواه مسلم.
هذا وقد فرق العلماء بين نوعين من الحياء, النوع الأول ممدوح، وهو المراد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المادحة له, وهو ما يمنع النفس من فعل القبيح والتقصير في حق ذي الحق, وهذا النوع من الحياء من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي مما لا يليق فلا يكون كالبهيمة.
وأما النوع الثاني من الحياء فهو المذموم وليس هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا النوع من الحياء مذموم شرعا، لأنه يحول بين المرء وبين فعل الخير, فقد يصده عن طلب العلم الواجب وقول الحق ويجر صاحبه إلى فعل المحرمات والوقوع في الكذب ويجر إلى ترك الواجبات والفرائض, فهو تلبيس من الشيطان وليس بحياء في الحقيقة.
وأما في موضوع الزواج: فإنه يشرع للرجل نظر من عزم على زواجها وقد عد أهل العلم ترك النظر إليها من الحياء المذموم, وأما الكلام معها فليس ضروريا إذ يمكن أن تكلف أمك، أو أختك بالاتصال بها.
وإذا شككت أنك مسحور فلا حرج عليك في الرقية الشرعية مع البعد عن اتهام أحد من أقربائك بغير بينة، فإن الاتهام بالسحر محرم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها ففيها بعض المسائل المفيدة في الأمر: 80694 97349 49953
والله أعلم.
والله أعلم.