الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تعرضي عن الوساوس في أي صورة أتت وعلى أي وجه عرضت لك، فمهما وسوس لك الشيطان بأن طهارتك قد بطلت، أو بأنه قد خرج منك شيء، أو بأنك أفسدت صلاتك، أو غير ذلك من الوساوس فأعرضي عنها ولا تلتفتي إليها، وانظري الفتويين رقم: 51601ورقم: 134196.
وأما الكلام المذكور فإنه غير صحيح فإن خروج البول، أو المذي، أو رطوبات الفرج في أثناء الغسل لا يبطل الغسل، بل الغسل صحيح، وإنما يجب على المغتسل إذا خرج منه البول، أو المذي أن يغسل ما أصاب بدنه منه ويتوضأ إذا أراد الصلاة، ثم إن كنت مصابة بالسلس بأن كان هذا الخارج لا ينقطع زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة فتوضئي بعد دخول الوقت وصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، وقد بينا حد الإصابة بالسلس في الفتوى رقم: 119395فانظريها.
وأما إن كان خروج هذا الخارج ينقطع زمنا يتسع لفعل الطهارة والصلاة فانتظري حتى يجيء ذلك الوقت ثم تطهري فيه وصلي، وهذا كله إن كان ما تشعرين به من خروج ما ذكر حقيقيا، وأما إن كان مجرد وهم، أو وسوسة فلا تلتفتي إليها كما مر، وكل ما ذكر إنما هو في شأن الصلاة، وأما الصيام فلا تأثير عليه من شيء مما ذكر، إذ ليست الطهارة شرطا في صحته.
والله أعلم.