الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أيتها الأخت الكريمة أن تتوبي إلى الله تعالى فوراً، وتبادري بترك هذا العمل المحرم طاعة لله تعالى، وخوفاً من عقابه، وحذراً من سخطه، وليس لك أن تبقي في هذا العمل بحال، سواء رضي زوجك أو سخط؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، وإن وجد زوجك في نفسه شيئاً من تركك لهذا العمل فأعلميه أن الحرام لا يبارك الله تعالى فيه، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن ما قدر للعبد من الرزق فإنه مدركه لا محالة، ولا ينال أحد ما عند الله بمثل طاعته. وفي الحديث: أيها الناس اتقوا الله، وأجملوا في الطلب، فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم. رواه ابن ماجه.
وروى العسكري في الأمثال من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها، فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئاً من فضل الله بمعصية الله؛ فإنه لن ينال ما عند الله إلا بطاعته.
ولا يسولن لك الشيطان البقاء في هذا العمل بزعم أن نيتك في تركه ليست خالصة، فإن هذا من تلبيسه ومكره، بل لعل ما تجدينه من الأسباب الأخرى المشجعة على ترك هذا العمل هو من لطف الله تعالى بك لتبادري بتركه، ولا تسوفي وتؤخري هذا الأمر الذي هو واجب محتم عليك.
والله أعلم.