الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم تبيني لنا حقيقة هذه الخيانة التي يقوم بها هذا الرجل، فالخيانة يطلقها بعض الناس ويقصدون بها إقامة علاقة غير شرعية مع نساء أخريات، فإن كان هذا هو المقصود - وثبت أنه فعل ذلك - فهو بلا شك قد أساء بهذا وأتى أمراً منكراً، فيحرم على المسلم أن يكون على علاقة مع امرأة أجنبية عليه، كما بينا في الفتوى رقم: 30003.
ويتأكد هذا التحريم ويعظم الإثم بحصول مثله من رجل متزوج رزقه الله زوجة يعف بها نفسه، ففي إقباله على الحرام كفران للنعمة وهو أمر مذموم، قال الله تعالى: وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ {النحل:67}.
فالواجب على من علم منه هذا الفعل أن يبذل له النصح بالحكمة والموعظة الحسنة ويذكره بالله تعالى، فإن تاب إلى الله تعالى فالحمد لله، وإلا فيمكن تهديده بفضح أمره لعله يزدجر.
وقد يقصد بعض الناس بالخيانة زواج الرجل من امرأة أخرى، فإن كان هذا هو المقصود فليست هذه خيانة، بل قد فعل الزوج ما أباحه الله له، فالتعدد جائز لمن كان قادراً على العدل وقد شرعه الله تعالى لمصالح كثيرة سبق ذكر بعضها في الفتويين رقم: 1570، ورقم: 2286.
ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 15726.
والله أعلم.