الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سوء معاملة المرأة أم زوجها من قبيح الخصال وسيء الأخلاق، وأم الزوج أولى بهذه المعاملة الكريمة التي تعامل بها الآخرين، وفي معاملتها لها المعاملة الحسنة إكرام منها لزوجها ومما يزيد محبتهما في قلبه
فإذا كانت زوجتك في التعامل مع أمك على الحال الذي ذكرت، فينبغي أن تستمر في نصحها برفق وتذكرها بالله تعالى وبأهمية حسن المعاملة مع الأصهار عموما ومع أمك خاصة، وكذا الحال بالنسبة لنصحها فيما يتعلق بطاعتك في المعروف، ويمكنك أن تستفيد في ذلك بالنصوص المذكورة بالفتوى رقم: 1780.
وبخصوص طاعة الزوج في لبس النقاب خاصة راجع الفتوى رقم: 62866.
وأما تطليقك لها فإنه مباح وخاصة مع وجود الحاجة التي تدعو إليه، فإذا طلقتها فإنك لا تأثم بذلك، وراجع الفتوى رقم: 80794.
ولكن ننصحك بأن لا تعجل إلى الطلاق، وأن تحاول إصلاحها، ويمكنك أن تستعين في هذا السبيل ببعض العقلاء من أهلها، وأما بالنسبة لأمر السكن: فإن كنت فعلا قد اشترطت عليها قبل العقد السكن مع أمك ووافقت على هذا الشرط لزمها الوفاء به وعدم التراجع عنه على الراجح ما لم تتضرر من ذلك فلها الرجوع فيه في قول بعض الفقهاء، كما بينا بالفتوى رقم: 28860.
وإذا طلقت هذه المرأة فإن لها الحق في جميع حقوق المطلقة من نفقة وسكن أثناء العدة إذا كانت رجعية، ويجب لها أيضا مؤخر صداقها إذا حل أجله، ولا يحق لك أن تبخسها من حقها شيئا بحجة سوء عشرتها ولا فرق بين قائمة المنقولات وغيرها.
والله أعلم .