الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حديث الحاكم المذكور صححه الحاكم في المستدرك، وابن حزم، والشيخ الألباني في صحيح الجامع بجميع فقراته. وقد رواه جمع من الحفاظ غير الحاكم.
ومعنى الفقرة الأخيرة أن الوحيين لا يفرق بينهما في الحجية، ولا يقبل العمل بأحدهما دون الآخر.
ففي الحديث: يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدناه فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، إلا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
وقال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
وقال المناوي في كلامه على الحديث مبينا قوة العلاقة والارتباط بين الوحيين: هما الأصلان اللذان لا عدول عنهما، ولا هدى إلا بهما، والعصمة والنجاة في التمسك بهما، فوجوب الرجوع لهما معلوم من الدين بالضرورة. انتهى.
والله أعلم.