الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمثل هذه العلاقة بينك وبين هذا الرجل الأجنبي عنك محرمة في أصلها، كما بينا بالفتوى رقم: 30003. وإذا كانت هذه العلاقة محرمة شرعا فلا يبيحها علم أمك بها، أو النية الحسنة من ورائها، فإن النية الحسنة لا تحسن العمل السيء، فالواجب عليك قطع هذه العلاقة مع هذا الشاب فورا والتوبة إلى الله تعالى مما سبق ولا تدعي مجالا للشيطان لاستدراجك للوقوع فيما هو أطم وأعظم من مجرد الصداقة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21 }. وراجعي الفتوى رقم: 114055.
ولا ينبغي لك مواعدته بأن تكوني زوجة له لا لغيره فإنك لا تدرين ما قد يحدث من عوارض، أو أنه قد يتركك ويذهب لغيرك فيقع الضرر عليك فكوني على حذر، وانظري الفتوى رقم: 30194. وأما الآية التي أشرت إليها من سورة البقرة فمتعلقة بخطبة النساء في عدتهن، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 3832.
ومما لا شك فيه أن ن أفضل ما يرشد إليه المتحابان الزواج، وبذلك جاءت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 46917.
ولكن لو قدر أنه لم يتم الزواج ففضل الله واسع والرجال غيره كثير، وقد يرزقك الله من هو خير منه، وكم من زواج قام على مثل هذه العلاقات العاطفية كان مصيره الفشل، وخاصة ما يكون بسبب التعارف عن طريق النت في الغالب الأعم، وأما العشق وتعلق القلب بالمحبوب فعلاجه ميسور، وقد بيناه بالفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.