الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك أولا على إعجابك بموقعنا وثقتك بنا، ونسأل المولى تبارك وتعالى أن يجعلنا عند حسن ظنك، وأن يستخدمنا في طاعته وتبليغ دعوته، وأن يرزقنا الإخلاص في ذلك كله .
وما ذكرت عن والدك -إن صح- مصيبة كبرى وداهية عظمى، إذ لا يتصور أن يتحرش الأب جنسيا ببناته وهو المرجو أن يكون الحامي لعرضه والحافظ له والمدافع عنه، فهو بهذا قد عق بناته قبل أن يعققنه، وخان أمانة الله، وفرط في المسئولية التي قد وكلت إليه. روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته .... والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته. والواجب على البنت التي يتحرش بها أن تعامله معاملة الأجنبي، ولا تمكنه من الخلوة بها. وإن لم يكن من سبيل لدفع شره إلا بالهرب من البيت، فلتهرب إلى بيت من بيوت أقاربها، تأمن فيه على نفسها. وينبغي البحث لها عن زوج صالح يحميها ويعفها.
وأما هذه الألفاظ النابية التي قد استخدمتها في وصف أبيك، وما ذكرت من دعائك عليه بالهلاك، فلا شك في أنها من العقوق. فهو أبوك ويجب عليك بره والإحسان إليه، فإساءته إليك لا تسوغ لك عقوقه، وإن لم يتق الله فيك فاتق أنت الله فيه. وانظري الفتوى رقم : 111450. ولا يجوز لك قطيعته. وإذا كان في زيارته ضرر عليك منه فعليك بصلته بأي سبيل آخر من سبل الصلة كالاتصال والسؤال عنه ونحو ذلك. فإن الصلة يرجع فيها إلى العرف كما بينا بالفتوى رقم : 112136.
والله أعلم.