الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما تفعله من تأخير الصلوات إلى أن تصليها جميعا في الليل منكر عظيم وإثم جسيم، تستوجب لنفسك به سخط الله تعالى وعقوبته، وانظر لبيان خطورة تعمد إخراج الصلاة عن وقتها الفتوى رقم: 130853.
والذي يبدو أن العمل ليس هو السبب في هذا الذي تفعله، وإنما تراخيك في أمر الصلاة وتهاونك بها هو الذي يحملك على ما تصنع، فإن وقت راحتك يكون في أثناء وقت الظهر كما وضحت في سؤالك، فتركك الصلاة إذن مع إمكان فعلها بلا أدنى مشقة دليل على ما ذكرناه من أن المشكلة عندك أنت وليست في هذا العمل، فتب إلى الله تعالى وحافظ على الصلوات في أوقاتها، وليس من شرط صحة الصلاة أن تؤدى في المسجد، بل يمكنك أن تصلي جماعة في مكان عملك مع بعض زملائك، وإن كان لك عذر في ترك الجماعة من خوف تضرر العمل، أو نحو ذلك فلك سعة في أن تصلي منفردا في مكان عملك، ولا نظن أنه يتعذر عليك أن تجد في أثناء وقت الصلاة خمس دقائق، أو عشر دقائق تؤدي فيها الصلاة في وقتها، ولو قدر أنك احتجت للجمع بين الصلاتي الظهر والعصر في وقت إحداهما والمغرب والعشاء في وقت إحداهما لمشقة تلحقك بالتفريق كأن كنت تخشى ضرراً في معيشتك كان الجمع بين الصلاتين سائغا لك، كما بينا في الفتوى رقم: 58238.
وعلى تقدير أنك لا تتمكن من فعل الصلاة في وقتها بسبب هذا العمل، وهذا بعيد جدا فالواجب عليك أن تتركه وتبحث عن عمل لا يتعارض مع ما أوجبه الله عليك من الصلاة، ونختم بنصيحتك ـ أيها الأخ الكريم ـ بأن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى، فإن الأجل قريب فلا تغرنك الحياة الدنيا ولا يغرنك بالله الغرور.
والله أعلم.