الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقول: أكرمكم الله في مثل الحديث عن هذا الأمر جائز مع أنه لم يعهد عن السلف قوله، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويذكر الغائط والبول، ولا يقول للسامعين: أكرمكم الله.
ففي الحديث عن صفوان بن عسال قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا ألا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم. رواه الترمذي وصححه.
ولا يعد من التنقص للنبي صلى الله عليه وسلم قول هذه العبارة عند الحديث عنه صلى الله عليه وسلم؛ لأنها عبارة تعودها بعض الناس عند ذكر النجاسات ومحالّها كالحمام أو ذكر بعض الحيوانات كالحمار والكلب.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن ذلك، فقال: لا بأس به لأنه من العادات المألوفة التي تنم عن تأدب من المتكلم، ولكن لو تركها لكان أحسن فيما أرى؛ وذلك لأن السلف الصالح يذكرون مثل هذه الأشياء ولا يقولون للمخاطب: أعزك الله أو أكرمك الله. اهـ
والله أعلم.