الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من حق المخطوبة فسخ الخطبة، ولو كان الخاطب ذا دين وخلق، وذلك لأن الخطبة مجرد مواعدة بين الطرفين يحق لأي منهما فسخها متى شاء، وإن كان الأولى عدم فسخها لغير عذر كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 18857.
وإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق فننصحك بالموافقة على زواجه منك، خاصة وأنه من ذوي رحمك ولا يزال متعلقا بك. وراجعي الفتوى رقم: 2852، ولا بأس بأن تكرري الاستخارة في أمر الزواج منه، فإن كان في زواجه منك خير يسره الله لك وإلا صرفه عنك. وانظري الفتوى رقم: 46594، والفتوى رقم: 19343.
وأما ما ذكرت من تسببك في الخصام بين أبيك وأخته، فإن كان ذلك لمجرد رفضك خطبة ابن عمتك فلا إثم عليك في ذلك، وأما إن كان بإثارة شيء من الفتنة بينهما فتجب عليك التوبة واستسماحهما، وينبغي على كل حال السعي في الإصلاح بينهما فالإصلاح بين المتخاصمين من أفضل القربات كما هو مبين بالفتوى رقم: 53747.
والله أعلم.