الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المراد بالخِطبة هو عقد النكاح، فلا حرج في هذه الزيارة، لأن المرأة تعتبر -في هذه الحال- زوجة، وراجعي بهذا الخصوص إجابتنا: 3561.
وأما إذا كان المقصود بالخطبة هو الرؤية للمخطوبة، وإرادة الزواج، فلا يجوز للخاطب الذي هذه صفته أن يدخل على المخطوبة مرة ثانية ولا أن يراها، لأنها تعتبر أجنبية عنه، حتى يعقد النكاح، وإنما أذن له في النظر إليها حين الخطبة ليرتفع عنه احتمال الغرر والجهل، ولما ورد في ذلك من الرخصة الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عورتها أو تختلي بخطيبها أو تجلس معه أكثر من القدر المرخص فيه شرعاً، حتى يتم العقد الشرعي.
وعلى المسلمين أن لا يتساهلوا في هذه الأمور، فإن التساهل بها -مع أنه محرم شرعاً- قد يؤدي إلى ما لا تحمد عواقبه، وعلى المسلم أن يتذكر أن صبره عن محبوبه ومشتهياته في الدنيا أهون بكثير من الصبر على ما يترتب على المخالفة لأوامره تعالى، وانتهاك حرماته من الخزي في الدنيا والعذاب في الأخرى.
والله أعلم.