الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث عن شخص ما يختلف الحكم فيه بحسب حال المتحدث عنه، فما كان فيه إساءة إليه ويكره الحديث به عنه فهو غيبة محرمة، فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة بقوله : ذكرك أخاك بما يكره. رواه مسلم.
وأما الحديث عنه بما ليس فيه إساءة أو بما لا يكره فهذا جائز، كما أن الغيبة بالمعنى المتقدم تجوز في حالات؛ منها: أن يستشار في معاملة شخص أو تزويجه ونحو ذلك.
لما في حديث مسلم أن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها استشارت النبي صلى الله عليه وسلم في زواجها من أبي الجهم ومعاوية بن أبي سفيان لما خطباها فقال لها صلى الله عليه وسلم : أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلاَ يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتَقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ.
والله أعلم.