الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننبه على أن المسائل الشاذة التي تصادم الأدلة الشرعية، أو تخالف إجماع العلماء، كالقول بحرمة الختان، أو أن النقاب عادة وليس من الدين، لا يجوز إبقاؤها في المنتديات وساحات الحوار بالنسبة لمن بيده إغلاقها ويقدر على إزالتها، ولا يصح الاكتفاء بمجرد الرد عليها، أو التحذير من محتواها، فإن الشبهة قد تنطلي على بعض الناس مع قلة العلم وغلبة الهوى وسحر البيان، فالأصل هو لزوم إغلاق المشاركات في مثل هذه المسائل، وراجعي للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 138372، 65753 113688.
وأما المسائل التي لا تخرج عن ضابط الخلاف السائغ فتحتملها الأدلة ويقول بها ولو واحد من المعتبرين من أهل العلم، فالأمر فيها واسع، وينبغي أن لا يخرج عن دائرة النقاش العملي بهدف الوصول للراجح، وراجعي الفتوى رقم: 32646.
وأما بالنسبة لمسألة ترك العمل في مراقبة هذا القسم من المنتدى، فيختلف حكمه باختلاف حال المنتدى وأثره وشهرته، وباعتبار قدرتكن على بيان الحق في مسائل الخلاف غير المعتبر ولا السائغ، والرد على أصحاب الأقوال الشاذة والمنحرفة، فإن ما ذُكِر في السؤال من إمكانية أن تأتي الإدارة بمن يفسد ويضل لابد من وضعه في الاعتبار، فإن الشريعة مبنية على تحصيل أعلى المصلحتين ودرء أعلى المفسدتين عند التزاحم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: الواجب تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدتين مع احتمال أدناهما هو المشروع. اهـ.
وقال أيضا: السيئة تحتمل في موضعين: دفع ما هو أسوأ منها إذا لم تدفع إلا بها، وتحصيل ما هو أنفع من تركها إذا لم تحصل إلا بها، وذلك ثابت في العقل، كما يقال: ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين. اهـ.
فإن كانت الأخوات المشاركات في المراقبة عندهن القدرة على بيان الحق وإبطال الباطل، ويُخشى إن تركن العمل أن يستبدل بهن غيرهن ممن يفسد ولا يصلح وكان عدد المشاركات والمرتادات لهذا القسم كبيرا فالأولى ـ والله أعلم ـ أن تواصلن العمل وتسددن وتقاربن وتجتهدن في إصابة الحق وبيانه والدعوة إليه.
والله أعلم.