الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
دين فنفس، ثم عقل ، نسب مال إلى ضرورة تنتسب
ورتبن، ولتعطفي مساويا عرضا على المال تكن موافيا
فحفظها حتم على الإنسان في كل شرعة من الأديان.
ولكن الذب عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم آكد وأوجب من الحفاظ على عرض غيره وقد أحسن الشاعر حيث يقول:
عرضي فدا عرض الحبيب محمد وفداه مهجة خافقي وجناني
وفداه كل صغيرنا وكبيرنا * وفداه ما نظرت له العينان.
وكل مؤمن يود أن يفدي هذا العرض بنفسه وأهله وعرضه وماله، كما ثبت عن الصحابة أنهم كانوا يبذولون دماءهم في صون عرضه وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام يمدح من فعل ذلك، وقد قال حسان بن ثابت يخاطب أبا سفيان بن الحارث:
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي لعرض محمد منكم وقاء.
ولا يسوغ للمسلم أن يرضى مع حصول الأذى للرسول صلى الله عليه وسلم وقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في ذلك فقد قال أبو سفيان لكل من خبيب وزيد بن الدثنة: أيسرُّك أن محمداً عندنا يُضربُ عنقه وإنك في أهلك فقال: لاوالله، مايسُّرني أني في أهلي، وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، ثم قتل وصلبوه فقال أبو سفيان: مارأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً.
والله أعلم.