الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوسواس من شر الأداوء التي تصيب العبد وتفسد عليه دينه ودنياه، وعلاجها هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها. وانظري الفتوى رقم : 134196 .
فمهما غلب على ظنك أن ما تجدينه من الشكوك إنما هو من آثار تلك الوسوسة فلا تلتفتي إليه حتى يذهب الله عنك الوساوس بالجملة ويشفيك من هذا الداء. ويرى بعض العلماء أن الشك الكثير الذي يؤمر العبد بأن يعرض عنه ولا يلتفت إليه هو ما تكرر في كل يوم ولو مرة، ولا بأس بالاعتماد على هذا الضابط كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم : 150531. ولكننا ننبهك إلى مسألة مهمة وهي أن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يلتفت إليه ولا يؤثر في صحة العبادة، وانظري الفتوى رقم : 120064، فإذا فرغت من الوضوء أو الصلاة ثم عرض لك الشك في أنك لم تؤديها على وجهها أو أنك انتقصت شيئا من واجباتها فلا تلتفتي إلى هذا الشك ولا تعيدي وضوءك ولا صلاتك لما ذكرنا .
والله أعلم.