الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمرد ذلك إلى حقيقة ما يجري، إن كان غشاً للجهات المختصة أو كان حيلة يتوصل بها إلى أخذ حق الغير أو ظلمه فلا يجوز فعلها، ولا التعاون مع فاعلها، لقوله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.. {المائدة:2}، وكون عملك ينبني على الكشوف التي ترفع إليك، فما علمت فيه غشاً أو خداعا منها فلا يجوز لك طباعته وإعداده لكون ذلك من التعاون على الإثم وهو محرم. وما جهلت حاله فلا حرج عليك في إعداده وكتابته ولا يلزمك البحث عنه والتنقيب. ومهما يكن من أمر فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم قاعدتين عظيمتين فيما يشتبه أمره وهما قوله صلى الله عليه وسلم: إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام... متفق عليه، وقوله: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك. رواه أحمد.
والله أعلم.