الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد رغبنا الله عز وجل في تلاوة كتابه وتدبر معانيه والعمل والاستشفاء به، فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ { فاطر: 29-30}.
وقال تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ { ص: 29 }.
وقال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ { الإسراء: 82 }.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. رواه مسلم.
وهذا الأمر للاستحباب وهو أقل درجاته، فالذي لا يقرأ القرآن ولا يتدبره، أو يتعالج به قد حرم نفسه من الخير الكثير والثواب الجزيل من الله تعالى الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه.
وقال النووي في التبيان: واعلم أن المذهب الصحيح أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار.
وأما من أعرض عن القرآن بالكلية فلم يعمل بما جاء فيه، فهذا الذي لا شك أنه يستحق العقوبة، فالعمل بالواجب واجب، والعمل بالمستحب مستحب، فمن ترك ذلك كلك فقد ترك ما فرض الله العمل به، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 630، 36653، 101219، للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.