الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحسد داء سيء وله أضرار بالغة على صاحبه، وقد نهى عنه الشرع الحنيف، روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا.. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لا تعادوا نعم الله، قيل له: ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.
وقال ابن حجر العسقلاني في الفتح: قوله: ولا تحاسدوا... الحسد تمني الشخص زوال النعمة عن مستحق لها أعم من أن يسعى في ذلك أو لا، فإن سعى كان باغياً. وإن لم يسع في ذلك ولا أظهره ولا تسبب في تأكيد أسباب الكراهة التي نهى المسلم عنها في حق المسلم نظر، فإن كان المانع له من ذلك العجز بحيث لو تمكن لفعل فهذا مأزور. وإن كان المانع له من ذلك التقوى فقد يعذر، لأنه لا يستطيع دفع الخواطر النفسانية فيكفيه في مجاهدتها أن لا يعمل بها ولا يعزم على العمل بها. وقد أخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية رفعه: ثلاث لا يسلم منها أحد: الطيرة، والظن، والحسد. قيل فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ. وعن الحسن البصري قال: ما من آدمي إلا وفيه الحسد، فمن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء. انتهى.
وأخرج أبو نعيم: كل ابن آدم حسود، ولا يضر حاسداً حسده ما لم يتكلم باللسان أو يعمل باليد.
وفي معناه أحاديث لا تخلو عن مقال.
وبناء على ما تقدم فإن كان الأمر لم يعد دعوتك على قريبتك بعدم السعادة والهناء في زواجها فلا يمكننا الجزم بأنك سبب ما حصل لها، وننصحك بستر نفسك وأن تكثري الدعاء لها بالخير والنجاح في أمورها، ونرجو أن يكون دعاؤك لها كافياً في علاج ما صدر منك من الدعاء عليها.
والله أعلم.