الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان الأولى بك أن تقابل إحسان هذا الرجل إليك بالإحسان فتناصحه فيما وقع منه من الخطأ وتذكره بالله تعالى ليتوب ويرتدع, وتحرص على إقالة عثرته والستر عليه ما أمكن وتجنيبه عار الفضيحة, أما وقد حصل ما حصل فإنك لست آثما إن لم تكن قد افتريت عليه الكذب أو اتهمته بما لم يفعل, ولكن قد فاتك فضل عظيم هو فضل الستر على المؤمن وإقالة ذي الهيئة عثرته, وارتكبت ما هو خلاف المروءة من نكران الجميل وعدم مقابلة الحسنة بمثلها, والذي ننصحك به الآن هو أن تسعى في جبر كسر هذا الرجل, وأن تعينه بكل ممكن من تحسين صورته ما استطعت وذكره بخير وتعداد محاسنه ومناقبه، وبيان أن ما وقع منه هفوة وعثرة ينبغي أن تقال, وما دام هو قد تاب إلى الله تعالى ورد هذه المسروقات فنرجو أن يقبل الله توبته, وندعوه إلى أن يحمد الله تعالى أن عافاه من هذا الذنب فإن فضيحة الدنيا أهون من خزي الآخرة, ولا يضره بعد توبته ما يتحدث به الناس عنه فليصبر وليحتسب, وأكثر من الاستغفار له واسع في استمالة قلبه وتطييب خاطره تجاهك، وأن تبين له أنك نادم على ما وقع منك تجاهه إن كان علم بأنك الذي تسببت فيما حصل .
والله أعلم.