سرق مديره فأبلغ عنه فعوقب فهل عليه حرج

10-5-2011 | إسلام ويب

السؤال:
قمت بالوشاية بمديري في العمل بأنه يقوم بالسرقة، مع أن هذا المدير كتلة من الأخلاق لكنه تحت وسواس المحاسب وفي غفلة فعل السرقة، وكان لا يترك أحدا إلا ويساعده ويقضي حاجته ولم يظلم أي موظف، وأنا من الناس الذين ساعدهم كثيرا حتى إنه كان يتحمل أخطائي في العمل، وهذا المدير ملتزم بالجزءالكبير من الدين .وأعتقد اعتقادا أكيدا لو أني قمت بتنبيهه لكان ارتدع عن فعله ولكان سمع مني لأننا في الأصل أصدقاء، ولأنه كان سينتقل إلى قسم آخر لا مجال للسرقة فيه وكان سعيدا بذلك، وإلى لحظة قريبة كنت أستغيبه و أبحث له عن أخطاء وأعرضها على الجميع مع أنه لم يؤذني أبدا .. ترتب على ذلك فضيحة للمدير وفصل من العمل وحصل أذى نفسي كبير له ولعائلته مع أنه رد المسروقات وكان بإمكانه أن ينكر فعلته لكنه فضل التوبة، وقد علمت أنه مازال كسير القلب هو وعائلته ولم يصدق أني قد أفعل هذا به ولِمَ لم أنبهه كوني صديقه. ومازلت لا أعرف خطئي أو ذنبي . أين أذنبت وإذا كنت مذنبا كيف التوبة ؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان الأولى بك أن تقابل إحسان هذا الرجل إليك بالإحسان فتناصحه فيما وقع منه من الخطأ وتذكره بالله تعالى ليتوب ويرتدع, وتحرص على إقالة عثرته والستر عليه ما أمكن وتجنيبه عار الفضيحة, أما وقد حصل ما حصل فإنك لست آثما إن لم تكن قد افتريت عليه الكذب أو اتهمته بما لم يفعل, ولكن قد فاتك فضل عظيم هو فضل الستر على المؤمن وإقالة ذي الهيئة عثرته, وارتكبت ما هو خلاف المروءة من نكران الجميل وعدم مقابلة الحسنة بمثلها, والذي ننصحك به الآن هو أن تسعى في جبر كسر هذا الرجل, وأن تعينه بكل ممكن من تحسين صورته ما استطعت وذكره بخير وتعداد محاسنه ومناقبه، وبيان أن ما وقع منه هفوة وعثرة ينبغي أن تقال, وما دام هو قد تاب إلى الله تعالى ورد هذه المسروقات فنرجو أن يقبل الله توبته, وندعوه إلى أن يحمد الله تعالى أن عافاه من هذا الذنب فإن فضيحة الدنيا أهون من خزي الآخرة, ولا يضره بعد توبته ما يتحدث به الناس عنه فليصبر وليحتسب, وأكثر من الاستغفار له واسع في استمالة قلبه وتطييب خاطره تجاهك، وأن تبين له أنك نادم على ما وقع منك تجاهه إن كان علم بأنك الذي تسببت فيما حصل .

والله أعلم.

www.islamweb.net