الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس لأي من الوالدين إلزام الولد بنكاح فتاة لا يرغب فيها كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 43560، وإذا تعارض بر الأم مع بر الأب فالأم مقدمة في البر كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 27653.
فإذا كانت البنت الصغيرة صالحة، وأراد أخوك نكاحها فله ذلك، وهو مأجور عليه بإذن الله تعالى، وقد يبارك الله له في هذا النكاح بسبب هذا البر، ويسعد به لا أن يكون سبباً في تعاسته. ولا ينبغي للأم رفض نكاح ابنها من البنت الكبيرة لمجرد ما ذكرت من أمر الغيرة، أو لما نقل إليها من كلام، والواجب التبين عند ورود الخبر عملاً بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات:6}، ولكن في المقابل لا يجوز لك إساءة الظن بأمك، واعتبار أن الغيرة هي الدافع لها على رفض الكبرى إن لم يكن لك بينة واضحة على ذلك.
وفي الختام ننصح بالحوار والتفاهم بين أفراد الأسرة، والعمل على ما فيه مصلحة ابنهم؛ لأنه هو الزوج، وهو الذي سيعيش مع زوجته هذه الحياة الطويلة، فإن كان ثمة ضرر فهو عليه.
والله أعلم.