الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير ورغبة فيه، وعليك أن تستكثري من الطاعات وتتوبي إلى الله تعالى مما يقع منك من الزلل، واعلمي أن مجاهدة النفس للتخلص من شدة الغضب من أهم الأمور، فقد مدح الله تعالى المتقين من عباده بقوله: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { آل عمران:134}.
وقال تعالى: وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ {الشورى:37}.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن استوصاه: لا تغضب.
وقال صلوات الله عليه: ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
والنصوص في هذا المعنى كثيرة، فجاهدي نفسك للتخلص من هذا الداء، فإن صدقت في المجاهدة أذهب الله ذلك عنك، فإنه تعالى يعين من أقبل إليه وجاهد نفسه فيه مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{العنكبوت:69}.
وأما المس، أو السحر، أو نحو ذلك: فهو وإن كان حقا، لكنه لا يصار إلى القول بوجوده إلا إن وجدت قرينة قوية تدل على ذلك، وأما التوسع في نسبة ما يعاني منه الإنسان من سوء في خلقه، أو فساد في طبعه إلى السحر والمس فهو خطأ كبير، لأنه يعمي عن السبب الحقيقي للخلل مما يؤدي إلى إهمال علاجه على وجه يحصل به النفع، فننصحك أن تطرحي عن نفسك هذا الوهم وأن تمضي في طريق طاعتك لربك معالجة ما يقع منك من خلل، أو قصور عالمة أن مثل هذا لا يخلو منه بشر، ومن تاب إلى الله عز وجل تاب الله عليه، وابذلي وسعك في تحقيق العبودية لله تعالى وتكميلها، وسددي وقاربي واتقي الله تعالى ما استطعت عالمة أن الله تعالى شكور يقبل اليسير من العمل ويثيب عليه، ولا بأس عليك في المداومة في الرقية الشرعية فإنها تنفع مما نزل ومما لم ينزل، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.