الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان القصد السؤال عن الجمع بين القراءة والاستماع في الختمة الواحدة، فالجواب أنه ليس من شك في أن في ختم القرآن قراءة خيرا كثيرا وثوابا عظيما ، فقد جاء الترغيب في قراءته والحث عليها في قول النبي- صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. رواه مسلم. والبطلة: السحرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي وصححه الألباني.
كما أن ختمه بالاستماع والإنصات فيه خير كثير أيضا لقول الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الأعراف: 204} واستمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءة أبي موسى وغيره .
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة. رواه البيهقي في شعب الإيمان، لكن ضعفه أهل العلم لأن فيه انقطاعا، وأورده العقيلي في الضعفاء.
لكن ختم القرآن بالاستماع هو في الآجر دون ختمه بتلاوته مباشرة كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 39648.
ولا مانع من الجمع بين التلاوة والاستماع، فكل ذلك واسع إن شاء الله تعالى.
أما إذا كان القصد أن القارئ يكون مستمعا في نفس الوقت الذي يقرأ، فهذا غير مشروع فيما نراه لأنه لم يحقق مقصد التلاوة ولا مقصد الإنصات، وراجع في حكم الإنصات للقرآن فتوانا رقم: 22205.
والله أعلم.