الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعباد بن عبد الله هو الأسدي الكوفي، قال الذهبي في (الكاشف): تركوه. وقال ابن حجر في (التقريب): ضعيف اهـ.
وقد أخطأ من قال إنه عباد بن عبد الله بن الزبير .
وقد أورد ابن كثير في (البداية والنهاية) هذا الحديث بإسناد الحاكم وقال: رواه ابن ماجه عن محمد بن إسماعيل الرازي عن عبيد الله بن موسى الفهمي، وهو شيعي من رجال الصحيح، عن العلاء بن صالح الأزدي الكوفي: وثقوه ولكن قال أبو حاتم : كان من عتق الشيعة. وقال علي بن المديني : روى أحاديث مناكير. والمنهال بن عمرو ثقة، وأما شيخه عباد بن عبد الله وهو الأسدي الكوفي فقد قال فيه علي بن المديني : هو ضعيف الحديث. وقال البخاري : فيه نظر. وذكره ابن حبان في الثقات. وهذا الحديث منكر بكل حال، ولا يقوله علي رضي الله عنه، وكيف يمكن أن يصلي قبل الناس بسبع سنين هذا لا يتصور أصلا اهـ.
وقال في موضع آخر من (البداية): هذا لا يصح، قاله البخاري. وقد ثبت عنه ـ يعني عن عليٍّ رضي الله عنه ـ بالتواتر أنه قال على منبر الكوفة: أيها الناس إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميت اهـ.
وقال الشوكاني عن هذا الحديث في (الفوائد المجموعة): رواه النسائي في الخصائص، وفي إسناده عباد بن عبد الله الأسدي وهو المتهم بوضعه. وقال ابن المديني: ضعيف الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال في الميزان: هذا الحديث كذب على علي. وقد أخرجه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين. وتعقبه الذهبي بأن عبادا ضعيف اهـ.
وقال الألباني في (السلسلة الضعيفة): قال الذهبي: حديث باطل فتدبره، وعباد قال ابن المديني: ضعيف. وقال في ترجمته من الميزان: وهذا كذب على علي رضي الله عنه. وصدق رحمه الله، وآفته عباد هذا؛ فقد قال البخاري :فيه نظر اهـ.
وأما سعدٌ المذكور في هذه الجملة: "فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ" في الحديث المذكور، فهو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهو نفسه الصحابي راوي هذا الحديث. وإنما جاء السياق هكذا من تصرف عبد الرحمن بن سابط .
والله أعلم.