الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن هذا الرجل لا يكون محرما لها بمجرد كونه قد تربى عندها، فهو أجنبي عنها لا يجوز لها الخلوة به، وأما بالنسبة لمسألة رضاع الكبير فالراجح عندنا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أنه لا يحرم، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 3901.
وإذا كان هذا الشخص طالب علم يمكنه النظر في الأدلة والترجيح بينها وتبين له رجحان اختيار ابن تيمية، أو كان عاميا وأفتاه به من يثق بعلمه ودينه، فله الأخذ به ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 144585.
وكيفية رضاع الكبير قد سبق بيانها بالفتوى رقم: 46900، ونقلنا فيها بعض كلام أهل العلم في ذلك ونضيف هنا ما ذكره الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه على سنن أبي داود حيث قال: وعلى القول برضاع الكبير فلا تلزم المباشرة في الرضاعة، بل يمكن أن يحلب له في إناء ويشربه عدة شربات، أو في عدة مرات، وأما كيفية حساب الرضعة الواحدة من الخمس في الرضعة، فإنها تحسب بكونه يمسك الثدي ويرضع ثم يطلقه، فهذه رضعة فقد تكون الخمس الرضعات في جلسة واحدة، وقد تكون في مجالس متعددة، وأما كونهن مشبعات فما أعلم شيئاً يدل على أنها مشبعة، فالمهم أن تكون خمس رضعات. اهـ.
والله أعلم.