الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت قادرا على الزواج والعدل بين زوجاتك فلا حرج عليك في الزواج، وإذا كنت ترغب في زواج امرأة كبيرة السن ليست جميلة، وذلك تطييبا لخاطرها وإعفافا لها، فلك على هذه النية الأجر العظيم ـ بإذن الله ـ واختيارك لها باب من أبواب الزهد المحمود. قال أبو طالب المكي: والرغبة في المرأة الناقصة الخلق الدنيئة الصورة الكبيرة السن باب من الزهد. اهـ
وقد كان أبو سليمان يقول: الزهد في كل شيء حتى يتزوج الرجل العجوز أو غير ذات الهيئة إيثارا للزهد في الدنيا. اهـ
وكان مالك بن دينار يقول: يترك أحدهم أن يتزوج يتيمة فيؤجر فيها إن أطعمها وكساها تكون خفيفة المؤونة ترضى باليسير ويتزوج بنت فلان وفلان ـ يعني أبناء الدنيا ـ فتشتهي الشهوات عليه وتقول: اكسني ثوب كذا واشتر لي مرط حرير فيتمرط دينه، وقد اختار أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ امرأة عوراء على أختها صحيحة جميلة، فسأل من أعقلهما؟ قيل: العوراء. فقال: زوجوني إياها. وقد يكون في تزويج المرذولة المجذوعة فيه بأن يرفع قلبها، إذ لا يرغب في مثلها. اهـ من قوت القلوب في معاملة المحبوب.
والله أعلم.