الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا يؤكد ضعف الحديث وثبوت التصحيف في أسماء رجاله، فهذا الحديث معروف برواية سعيد بن ميسرة البكري، وفي ترجمته رواه ابن عدي في (الكامل في الضعفاء) من طريق يحيى بن سعيد عنه عن أنس، وقال: عامة ما يرويه عن أنس أحاديث ينفرد هو بها عنه، وما أقل ما يقع فيها مما لا يرويها غيره، وهو مظلم الأمر. انتهى.
ومن هذا الوجه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وأورده الذهبي في الميزان في ترجمة سعيد هذا، وقال: قال البخاري: عنده مناكير. وقال أيضاً: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروى الموضوعاً. وقال الحاكم: روى عن أنس موضوعات وكذبه يحيى القطان. انتهى.
ويحيى بن سعيد هو العطار لا القطان، وقد ذكره المزي في تهذيب الكمال للتمييز بينه وبين القطان، فالقطان ثقة متقن حافظ إمام قدوة كما في التقريب، وأما هذا فبين الضعف قال عنه ابن معين: ليس بشيء. وقال الجوزجاني والعقيلي: منكر الحديث. وقال الساجي: عنده مناكير. وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه. وقال الدارقطني ومسلمة بن قاسم: ضعيف. وقال ابن عدي: بين الضعف. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به.
والله أعلم.