الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول ابتداء: إن ترك الصلاة تكاسلاً لعدة أيام، لا شك أنه ذنب عظيم يستوجب التوبة إلى الله تعالى، ولكن هل هو كفر أم لا؟ هذا محل خلاف بين العلماء.
فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن تارك الصلاة كسلاً لا يكفر، وذهب آخرون إلى أنه يكفر بترك صلاة واحدة. ورجح بعض أهل العلم أنه لا يكفر إلا بترك الصلاة كلياً، كما بيناه في الفتوى: 139732، والفتوى: 122448.
وحتى لو وقعت في الكفر الأكبر -والعياذ بالله- فما دمت قد تبت إلى الله تعالى، وعدت إلى الصلاة: فإن هذا كاف، ولا يشترط لصحة إسلامك الغسل، ولا النطق بالشهادتين، ولا حلق شعر الرأس.
وصلاتك توبة تصير بها مسلماً، كما بيناه في الفتوى: 155839. عن تارك الصلاة على وجه مكفر كيف يعود للإسلام.
وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله لمن أسلم: ألق عنك شعر الكفر. كما في سنن أبي داود. محمول على الاستحباب في قول جمهور أهل العلم.
جاء في الموسوعة الفقهية: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الكافر إذا أسلم يسن حلق رأسه، لما روي عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ألق عنك شعر الكفر. انتهى.
وانظر الفتوى: 11140 بعنوان: (هل يشترط الغسل لصحة الإسلام).
والله أعلم.