الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تنقيط التابعين رحمهم الله للقرآن يعتبر من مظاهر حفظ الله تعالى للقرآن، حيث سخر له علماء حفظة يسهلون على العوام بعد انتشار اللحن وضعف السليقة طريقة يستطيعون بها أن يقرؤوا القرآن قراءة صحيحة، وهذا النقط الذي عملوه رحمهم الله تعالى لم يحصل به أي تغيير في القرآن وإنما حصل به إيضاح للفروق بين الأحرف المتشابهة كالفاء والقاف والياء والباء والتاء والثاء.
وأما كون الداعي إليه هو الخوف من لحن بعض العوام عند قراءتهم القرآن أو حصول الخطأ من بعضهم فعلا فلا ينافي حفظ القرآن، لأن أهل العلم لم يقروهم على ذلك بل بادروا لحل المشكلة بالنقط المفضي لعدم حصول الخطأ من العوام في القرآن. وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 15858، 18675، 23386.
والله أعلم.