الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من الصلوات ما لا يسن تقديمها مثل العشاء، والظهر في أوقات الحر، فهذه ينبغي انتظار المصلين وتزايدهم فيها ما لم يضق الوقت أو يشق التأخير على الحاضرين، سواء كان من ينتظر هنا والدا أو غيره، أما ما يسن تقديمها مثل العصر والمغرب والفجر فهذه لا يسن تأخيرها إذا حضر وقتها، ولا ينتظر بها أحد، وقد ذكر بعض العلماء أنه يستحب انتظار من كان من أهل العلم والفضل أو ممن يحرصون عادة على صلاة الجماعة في المسجد مثلا، ما لم يشق ذلك بالحاضرين أو يتأخر الوقت، وعلى هذا القول فيجوز للسائل انتظار والده حتى يتوضأ إن كان ممن يواظب على الصلاة أو كان من أهل الفضل بشرط عدم المشقة بالآخرين. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في الشرح الممتع عند قول المؤلف : ويستحب انتظار داخل ما لم يشق على المأموم : والانتظار يشمل ثلاثة أشياء :
1- انتظار قبل الدخول في الصلاة .
2- انتظار في الركوع ولا سيما في آخر ركعة .
3- انتظار فيما لا تدرك فيه الركعة مثل السجود .
أما الأول وهو انتظار الداخل قبل الشروع في الصلاة فهذا ليس بسنة بل السنة تقديم الصلاة التي يسن تقديمها، وأما ما يسن تأخيره من الصلوات مثل العشاء فهنا يراعي الداخلين لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في صلاة العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطؤوا أخر؛ لأن الصلاة هنا لا يسن تقديمها ولذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام يستحب أن يؤخر العشاء، ولكنهم إذا اجتمعوا لا يحب أن يؤخر من أجل ألا يشق عليهم. أما غيرها من الصلوات فلا يؤخرها ولا ينتظر، بل يصلي الصلاة في أول وقتها. وذهب بعض أهل العلم استحسانا منهم إلى أنه إذا كان الرجل ذا شرف وإمامة في الدين أو إمامة في الدنيا فإنه يستحب انتظاره كمن يصلي في هذا المسجد دائما بشرط ألا يشق على المصلين . انتهى .
ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم : 56280. والفتوى رقم : 9642. لبيان شروط الإمامة في الصلاة .
والله أعلم .