الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبقت لنا فتوى برقم: 11387، تتحدث عن معركة (هرمجدون) فلتراجع للفائدة .
ولم نتمكن من الاطلاع على الأحاديث المذكورة في المخطوطة المذكورة في السؤال لعدم توفرها لدينا، ولذا لا نستطيع الحكم على الأحاديث المذكورة فيها.
ولكن يجدر التنبيه إلى أنه لو ورد حديث ضعيف يخبر عن وقوع شيء ما ووقع كما ورد في هذا الحديث، فهذه قرينة يتقوى بها الحديث ولا يجزم بصحته، لأنه قد يكون من باب التوافق والإلهام الذي ألقاه الله في قلب شخص ما، فنطق بما صدقه الواقع بعد مئات السنين .
وأما أحاديث الرايات السود التي تأتي من قبل المشرق، فصحيحة، منها حديث ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئاً لا أحفظه فقال: فإذا رأيتموه - المهدي - فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي. رواه ابن ماجه والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح، وقال: والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، وقال أيضاً: ويؤيد - أي المهدي - بناس من أهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشيدون أركانه وتكون راياتهم سودا أيضاً، وهو زي عليه الوقار لأن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها: العقاب.
وهذا يكون في آخر الزمان عند خروج المهدي، والمقصود بالمهدي المنتظر هو محمد بن عبد الله العلوي الحسني رضي الله عنه، لا ما تزعمه بعض الطوائف من أنه محمد بن الحسن العسكري، وما ذكره نعيم بن حماد من آثار في كتابه الفتن عن قائد الروم، وأنه أعرج، فإنه مجرد آثار وليس بأحاديث مرفوعة، وإنما هي مقاطيع من أقوال ذي قرنات وكعب الأحبار ونحوهم. ومن ذلك ما قاله كعب: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كندة. ومثل هذا لا يحتج به ولا يبنى عليه.
والله أعلم.