الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد :
فلا يخفى أنّ حق الوالدين عظيم ومهما كان حالهما فإن حقهما في البر لا يسقط، فالواجب عليك
مجاهدة نفسك على بر والديك والإحسان إليهما، وذلك بطاعتهما في المعروف والقيام برعايتهما إن احتاجا لها وإلانة الكلام لهما والحذر من الإساءة إليهما قولا أو فعلاً ، وينبغي ألا تستسلم لمشاعر الكراهية نحوهما، فإن غلبتك هذه المشاعر ولم تحملك على التقصير في حقهما فلا تضرك -إن شاء الله-.لكن مجرد الانتقال عن مدينتهما لا يعتبر عقوقا إن لم يؤد إلى ترك حق واجب لهما ولا سيما إذا أذنا فيه.
وينبغي أن تقدم رغبتهما على رغبتك في اختيار الزوجة -ما لم يكن فيه ضرر عليك- وذلك لأن الغالب على الوالدين الشفقة على ولدهما والحرص على مصلحته مع ما لهما في الغالب من طول التجربة والخبرة في أمور المعاش، أما إذا كان عليك ضرر في طاعتهما في هذا الأمر فلا حرج عليك في مخالفتهما مع مداومة برهما والإحسان إليهما .
والله أعلم.