الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد أحسنت باستقامتك على طاعة الله تعالى وكره ما يقع من حديث من بعض زملائك عن المنكرات التي لا يقرها الشرع ولا يستسيغها الذوق السليم . فجزاك الله خيرا وزادك حرصا على ذلك.
ونوصيك أولا باستحضار نعمة الله عليك بما أنت فيه من خير الهداية وسلوك سبيل الرشاد، وبالحرص على أن تتخذ بعض الأصدقاء الأخيار ليعينوك أولا على الطاعة والبعد عن المعصية. ولتتعاون معهم في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال جمعيات الأنشطة داخل المدرسة ونحو ذلك، لعل الله تعالى يجعلك سببا في هداية بعض هؤلاء الطلاب، خاصة وأن المدرسة التي تدرسون فيها مدرسة شرعية كما ذكرت. وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه حين بعثه إلى خيبر: ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. متفق عليه. وتذكر أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز... الحديث. رواه مسلم.
وما ذكرت عن زملائك من استهزائهم بالله ورسوله فأمر أخطر وأعظم إثما لا يجوز التهاون معهم فيه بحال، فيجب نهيهم عن ذلك وتذكيرهم بالله تعالى وأن هذا كفر به. فإن لم تستطع أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فلا أقل من أن تبلغ عنهم الإدارة ليأخذوا على أيديهم إن كانوا يستطيعون، أو يوجهوهم ويرشدوهم إلى الصواب إن كانوا جاهلين.
واعلم أنه لا يجوز للمسلم مجالسة صاحب المعصية حال تلبسه بها؛ بل يجب عليه مفارقة مجلسه، قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ. [النساء: 140 ].
وننبه إلى أن الشذوذ الجنسي من كبائر الذنوب.
والله أعلم.